(جبنة في علبة كبريت)
” عراقيون في معتقلات الأسر الايرانية”
“جبنة في علبة كبريت”
صنع أحد الأسرى- وكان مكلّفاً من قبل إدارة المعتقل بتوزيع وجبات الطعام- (مقلباً) بزميل له فوضع وجبته من الجبن في علبة كبريت فارغة وجدها بالصدفة في ساحة المعتقل، وحين انتهى من توزيع الجبن لم يجد صديقه حصته منه، فتحوّل السؤال عن الجبنة إلى شجار، إذ اتهمه صديقه بأَنه سرق منه جبنته، وحين أرتفعت أصواتهم مد المسؤول عن توزيع الغذاء يده لعلبة الكبريت الموضوعة أسفل فراش صديقه ورفعها صائحاً بصوت مخنوق بالعبرات: هذه هي قطعة الجبن، نعم هي هذه، هذا هو فطورنا.
من دون علبة الكبريت من سيصدق أقوالنا؟! سنوات طويلة نفطر على قطعة جبن بحجم علبة كبريت، سيصعب حتى على أحبتنا وأهلنا أن يثقوا بنا.
هذا الكتاب يتناول حياة ثلاثة عراقيين وقعوا في أسر الجيش الإيراني بعد أكثر من عام على بدء الحرب العراقية_الإيرانية، أمضو في المعتقلات عشرين عاماً. وفي غضون سنوات العذاب المريرة تلك، أنتهت الحرب التي كانوا ضحيتها، ثم بدأت وانتهت أخرى.
الجزء الأكبر من هذا الكتاب يتعلّق بوقائع الأسر، ويحكي المتبقي منه أشياء عن حياتهم قبل الأسر وبعد عودتهم للعراق.